تحركات مصرية في الملف اليمني وعدد من ازمات المنطقة .. ما وراء ذلك..؟
يمنات – خاص
بدأت مصر تبدي اهتماما بملف الازمة اليمنية وعدد من ملفات الازمات في المنطقة.
ومؤخرا التقى وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي في واشنطن بالمبعوثين الامريكيين إلى اليمن والقرن الافريقي ولبنان وليبيا والسودان.
توجه مصري
وتكشف هذه اللقاءات عن توجه مصري للحضور في تلك الملفات، نظرا لتأثيرها المباشر على مصر.
الملف اليمني
وفي الملف اليمني التقى الدكتور عبد العاطي مع المبعوث الامريكي إلى اليمن،ثيم ليندركينغ، الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024، وفي اللقاء تم مناقشة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للازمة اليمنية.
وحدة اليمن وامن البحر الاحمر
وبين السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي أكد خلال اللقاء على دعم مصر الراسخ لوحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها، ودعم الشرعية في اليمن واستقلال مؤسسات الدولة، منوهاً إلى ما يمثله أمن واستقرار اليمن، وكذا ملف البحر الأحمر وسلامة الملاحة البحرية فيه، من أولوية متقدمة للأمن القومي المصري وأمن المنطقة العربية ومنطقة البحر الأحمر.
رفض التدخل
ولفت السفير خلاف الى ان وزير الخارجية المصري أعرب عن رفض مصر لأن تكون الأزمة اليمنية مدخلاً لانخراط دول غير مشاطئة للبحر الأحمر في الترتيبات الأمنية المرتبطة به، موضحاً الارتباط المباشر بين أمن البحر الأحمر والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
ونوه السفير خلاف الى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني، وتوفير الدعم اللازم لتمويل برامج الأمم المتحدة للإغاثة في اليمن، مشيراً إلى دعم مصر للجهود الأممية ذات الصلة.
ترتيبات سابقة
وجاء لقاء وزير الخارجية المصري مع المبعوث الامريكي إلى اليمن بعد ايام من خبر نشره موقع “العربي الجديد” عن ترتيبات مصرية لجمع وفدين من المجلس الانتقالي الجنوبي وانصار الله “الحوثيين” في القاهرة، في اطار تنسيق مع السلطات السعودية.
وبحسب الموقع تاتي هذه الترتيبات في إطار مساعي التوصل إلى حل للأزمة السياسية في اليمن.
التوجه نحو مقاربات
ومن لقاءات وزير الخارجية المصري مع المبعوثيين الامريكيين الاربعة يتضح ان مصر، بدأت تحركات في المنطقة، في محاولة للوصول الى مقاربات تفضي الى تحريك الحلول السياسية للازمات التي تشهدها ليبيا واليمن والسودان والصومال ولبنان، نظرا لتاثيراتها على مصر.
بداية صحوة
ويمكن اعتبار التحرك المصري الحالي بداية صحوة لمصر لتضطلع بدورها في ارساء السلام في المنطقة، لان اشتعال المنطقة من حولها بدا يلقي بتاثيراته السلبية عليها.
ازمات وحروب الجوار
وقد اصبحت الازمات والحروب تحاصر الجغرافيا المصرية، من الجنوب السودان ومن الشمال ليبيا، ومن الغرب فلسطين، ومن الشرق ازمة البحر، الاحمر، وارتباطها باليمن والسودان والقرن الافريقي، عوضا عن ان ما يحصل في لبنان وسوريا يلقي بتاثيراته على مصر بشكل مباشر.
ازمة اللجوء
ونتيجة للازمات التي تعيشها الجغرافيات المجاورة للجغرافيا المصرية من جميع الاتجاهات ثارت مصر تستقبل ملايين اللاجىين من تلك الدول، ما يسبب ضغوط كبيرة على الخدمات المختلفة، خاصة في العاصمة القاهرة.
تاثير اقتصادي
ومؤخرا ادت ازمة سفن الشحن في البحر الاحمر الناجمة عن استهداف انصار الله “الحوثيين” للسفن المتجهة إلى المرافئ البحرية للكيان الصهيوني في التأثير على الاقتصاد المصري، نتيجة تغيير كثير من السفن التجارية مساراتها من قناة السويس الى مسارات اخرى، ما ادى إلى تراجع ايرادات القناة بحوالي 23.4٪ حسب بيانات ادارة القناة لشهر يونيو/حزيران 2024.
الأمن القومي
والى جانب التأثير الاقتصادي فإن الامن القومي المصري صار يواجه مخاطر عدة، خاصة بعد اندلاع حرب غزة التي ما تزال مستمرة منذ 7 اكتوبر/تشرين اول 2023.
وتعد منطقة الشام وحوض النيل ومنطقة البحر الاحمر جزء من الامن القومي المصري، لأن أي تاثيرات جيوسياسية في هذه المناطق ستنعكس سلبا وبشكل مباشر على مصر.
استفحال الازمة الاقتصادية
واصبحت هذه المناطق الثلاث تشهد ازمات وحروب القت بضلالها على مصر، التي تشهد ازمة اقتصادية خانقة، وبالتالي فإن استمرار الازمات والحروب في المناطق الثلاث سيزيد من الازمة الاقتصادية في مصر.
تأخير
وتأخرت مصر كثيرا في القيام بدورها في المساهمة في ايجاد حلول للازمات والحروب التي تعصف بالجغرافيات المجاورة لها، لتجد نفسها اليوم محاطة ببراميل بارود مشتعلة، وهو ما يتوجب عليها مضاعفة جهودها الدبلوماسية والسياسية للبحث عن مخارج تؤدي إلى حلحلة تلك الازمات التي تجاوز بعضها العقد من الزمن، كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن.
البداية
ويبدو ان مصر ارادت ان يبدا تحركها من البوابة الامريكية، نظرا للتأثير الكبير لواشنطن في الازمات التي تشهدها الجغرافيات المجاورة، وربما ارادت القاهرة من ان تكون البداية من واشنطن الحصول على ضوء أخضر امريكي لبدء التحرك.
وقد يكون الامر مرتبطا بطلب امريكي، خاصة وان ازمة البحر الاحمر صارت مؤثرة بشكل كبير على الاقتصاد الدولي.
خطر ما يجري في اليمن
وفي الملف اليمني يبدو ان مصر باتت تشعر خطر ما يجري في اليمن، ولذلك ذهبت للتأكيد على رسوخ موقفها من وحدة اليمن، لادراكها ان اي تفكك في اليمن سيفاقم ازمة البحر الأحمر التي تؤثر عليها بشكل مباشر على الاقل من الجانب الاقتصادي.
دور رئيسي
ويبدو ان مصر تسعى للعب دور رئيسي في حل ازمة البحر الأحمر، وما يرتبط بها من ازمات في اليمن والقرن الافريقي، يتضح ذلك من تأكيد وزير الخارجية بدر عبد العاطي رفض بلاده ان تكون الأزمة اليمنية مدخلاً لانخراط دول غير مشاطئة للبحر الأحمر في الترتيبات الأمنية المرتبطة به، وكذا تأكيده على الارتباط المباشر بين أمن البحر الأحمر والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
لقاء مرتقب
وعليه فإن ما تحدث عنه موقع صحيفة العربي الجديد الصادرة من لندن عن سعي مصر، لترتيب لقاء بين وفدين يمنيين من انصار الله والمجلس الانتقالي في القاهرة بالتنسيق مع السعودية ودول اخرى، يأتي في سياق الجهود المصرية للعب دور رئيسي في ايجاد مقاربات تمهد للوصول الى خارطة طريق لوقف تداعيات ازمة البحر، الاحمر، وما يرتبط بها من ازمات مزمنة في اليمن والصومال.
اجتراح مبادرات
والتحركات المصرية ما تزال في بدايتها، والايام القادمة ستكشف جدية التوجه المصري، الذي باتت القاهرة بحاجة إليه قبل ان تصل نيران براميل البارود المشتعلة حولها إلى اراضيها.
والواقع يفرض على مصر ان تجترح مبادرات على الفاعلين الدوليين والاقليميين في ملفات الازمات التي تشهدها المنطقة، وليس ان تكون جزء من المبادرات التي يسوقها الفاعلون، نظرا للخطر الذي بات يحيق بالامن القومي المصري من استمرار ازمات المنطقة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا